قبل أن تسقط في بئر الزواج لابد أن تعرف ما بداخله .... ؟؟؟؟
فالحياة الزوجية تمثل بالنسبة لمعظمنا كثيرا من المفاهيم:فمن الناس من يعرف الحياة الزوجية بأنها بيت يبنى من الحب..، والبعض يرى أنها شجرة الرومانسية التي لا تذبل..، وآخرون يعتبرون أن الزواج فرصة لإشباع عاطفة الأمومة والأبوة وبناء أسرة سعيدة.. وأنها فرصة لعيش حياة مستقلة مفعمة بالحرية والانطلاقة..
لكن ما السبب في تكون هذه المعتقدات؟السبب هنا هو الصورة الخيالية التي رسختها كثير من قصص الحب الرومانسية التي نشأنا عليها وأصبحت جزء لا يتجزأ من فكرنا الذي احتل مكانة عميقة جدا في اللاوعي.
ومن هذه القصص قصة سندريللا التي حملها حبيبها على الحصان الأبيض، وبيضاء الثلج التي أعادها حبيبها إلى الحياة بقبلة الحب النقي، وغيرها وغيرها من الأعمال التي كانت تظهر لنا الجانب الأبيض وتخفي الجانب الأسود حتى تخدع الناس وتجذب إليها مزيدا من المشاهدين والمعجبين.
لكن نحن بشر منحنا الله العقل والتعقل وخلق الحياة من حلو ومر فهم جزئين لا يمكن تجزئتهما عن بعضهما، ولا يعني هذا أن نتخلى عن زراعة الورد والتمتع بجماله لمجرد وجود الشوك به أو عدم ركوب السيارة لأنها يمكن أن تنقلب وتسبب الموت.
فالحياة الزوجية مثل البئر الذي لابد من الوقوع به لكن قبل السقوط إلى الهاوية يجب أن نعرف ما هي وما تحتوي عليه من نعم ونقم، فكل من يقبل على الزواج عليه أن يلقي نظرة متعمقة داخل بئر الزواج والتعرف على الطرق الذكية التي ستساعده على الحياة به.
جرت العادة أن يتحدث الناس عن فوائد الزواج وجمالياته، لكن قانون الموضوعية يقضي علينا أن نتعرف على كل جوانب هذا العمل، لذلك سنكسر اليوم تلك العادة ونعرفك على الحقائق المخيفة عن الزواج التي لا يخبرك بها أحد.
لا نفعل ذلك بهدف تشويه صورة الزواج ودعوة الناس للابتعاد عنه وتجنبه، إنما لتوضيح الرؤية أمامهم حتى يأخذوا حذرهم ويضعوا الخطط المناسبة للتغلب على تلك السلبيات.
- ستنظر إلى الشخص الذي يرقد بجانبك وتتساءل، هل هذا هو الإنسان الذي سيبقى معي إلى الأبد؟عندما تزوجت، كنت تعتقد أنه طالما اخترت الرجل المناسب، وحبيب روحك الذي ستحيا معه حياة سعيدة ولن يفرقكما إلا الموت.وبعيدا عن من هو وكم يكون شخصا عظيما، تستيقظ يوما ما وتدرك أن هذا الشخص لا يمنحك السعادة كل لحظة وكل يوم كما كنت تتخيل.
كما تسأل نفسك مرارا سؤالا هاما وهو: لماذا تسرعت وتزوجت من هذا الشخص، وأنه ليس الشخص الذي كنت تتخيله؟لكن الحقيقة المرة هي أن من يرقد بجانبك هو اختيارك بالفعل، ولم تدرك هذه الحقيقة عندما كنت تقطع كيك الزواج وتحتسي الشربات مع الآخرين، وترقص من الفرحة.
من السيئ أن تحاول الرجوع والتخلي عن مبدأك بل يجب التقدم ومواجهة العدو مهما كان يملك من أسلحة.المشكلة هنا هي الشعور بالملل الذي يعتبر من أهم السمات التي خلق بها الإنسان، فالشخص لا يحب الشيء الذي يكرر نفسه كل لحظة، ودقيقة، وساعة وكل يوم.
عندما نجد أن العادات اليومية بين الزوجين تتكرر ولا يوجد بها شيء جديد تنشأ روح من الملل والرغبة في التجديد حتى لو كان هذا التجديد هو إلقاء نفسك من فوق الجبل.
يسبب هذا الملل شعورا بالوحدة والحزن، لكن اعلم أن السبب ليس الزوج بحد ذاته إنما تكمن المشكلة بداخلك أنت، فأنت رسمت لوحة خيالية عن الحياة الزوجية وصدقتها.
وبعد مواجهة الحقيقة تكتشف أن الزواج ليس هو المكان المناسب الذي تقع به نهاية رحلة الحياة، إنما هو رحلة مليئة بأجزاء متساوية من الإثارة والملل.عند الاستيقاظ من الحلم الجميل لمواجهة الصباح القاسي، تجد أن ضوء النهار ربما لا يبدو سببا للاحتفال.
لكن ثق بي، عندما تطرد كل القصص الخيالية من عقلك وتتعايش معه بواقعية ستدرك أن الزواج به أشياء جميلة.ستجد صعوبات نعم.. ستشعر كثيرا بالإحباط نعم.. لكن مع كل هذا هناك قوة معينة به لا يمكن مقاومة سحرها الأقوى من سحر أي عروس بحر أو فارس بحصان أبيض.
ستعمل بجد أكثر مما كنت تتخيل:اعلم أنك وأنت تعيش وحدك أو مع أهلك تعتقد أن الحياة صعبة ومرهقة وترغب في اليوم الذي ستتزوج به وتجد من يساندك ويأخذ عنك نصف الحمل. وبعدها تكتشف أن الحمل الثقيل الذي كنت تسأم منه وترغب في من يناصفك إياه، قد تضاعف وتضاعف على عكس ما كنت تتخيل.
فمثلا، يعمل الرجل عملا إضافيا حتى يمكنه تلبية متطلبات زوجته وأولاده فهو اليوم المسئول الوحيد عن هذا البيت وليس هناك من سيدفع عنه ويحمل جزءا من أعبائه.
وتجد الزوجة أنها بعد أن كانت تعتمد على أمها أو أختها في أعمال المنزل ستصبح اليوم هي مدبرة المنزل الوحيدة وستحمل جميع مهام هذا المنزل على عاتقها. فتكون في حيرة لأنها هي من تخطط لهذا البيت ومن ترعى الأطفال ومن.. ومن.. من مهام لا تعد ولا تحصى. فيجب توقع الكثير من الجهد، والحقيقة هي أن الله عندما يمدك بنعمة يطلب منك في المقابل الكثير من الجهاد والكفاح للحفاظ عليها.
ستذهب للفراش أحيانا وأنت في حالة من الجنون وربما تستيقظ وقد أصبحت أكثر جنونا:هل نصح أحد العروسين ذات مرة وقال لهما "لا تذهبا أبدا للنوم وأنتما في حالة من الغضب؟"يواجه الزوجان العديد من المشكلات والاختلافات في الرأي ووجهات النظر والانتقادات التي تجعل كلا منهما يدخل غرفة نومه وهو في حالة من فقدان الرشد وعقله مليء بالاتهامات للجانب الآخر، وتظل تسيطر تلك الأفكار الشريرة على عقله حتى قدوم فجر جديد.
فهذه عادة خطيرة جدا لأن الإنسان عندما يقع فريسة للغضب ربما يملي له عقله القيام بأعمال وحشية قد تكون نتيجتها تدمير الحياة الزوجية بفعل يندم عليه العمر كله.أنت بحاجة إلى الهدوء واكتساب القدرة على رؤية الأشياء بطريقة صحيحة وواضحة، كذلك يجب أن تأخذ فترة راحة، حتى تكتشف إذا كانت هذه الحالة هي حالة من الغضب أم جرح أو كلاهما، وبعدها يمكنك تحديد المصدر الأساسي لها.
ربما كانت هذه الثورة بسبب عدم تقدير كلا منكما للآخر، أو ناتج عن تعرضكما لضغوط بالعمل كانت بحاجة أن تفرغ في أحد. ففترة الراحة أو الهدنة ستوضح الرؤية أمام أعينكما وتعمل على فض هذا الغضب، أو مناقشة جوانب الاختلاف بينكما بشكل إيجابي.
ستمر عليك أوقات كثيرة وطويلة بدون القيام بالعلاقة الحميمة:رغم أهمية العلاقة الحميمة في سير الزواج، يمر الأزواج كثيرا بأوقات يعاني فيها كلا منهما بتغيرات في الحالة المزاجية والبدنية تعوق القيام بتلك العلاقة الضرورية.
وهذا شيء طبيعي لكن تكمن المشكلة في عدم تفهم أحد الأطراف لما يمر به الطرف الآخر من مشكلات أدت إلى هذا.فقد يكون الزوج مجهدا ويكون النوم بالنسبة له أكثر أهمية وضرورة عن الجنس، لكن الزوجة قد لا تصدق هذا.
وأحيانا تكون الزوجة في حالة مزاجية سيئة نتيجة لمشكلة ما واجهتها فلا تبغي القيام بالعلاقة لأن العلاقة الحميمة بالنسبة لها ليست مجرد جانب حيواني إنما هي شيء هام لابد أن يكون الشخص مهيأ له، ولا يقدر الزوج ذلك.
الحل هو أن عدم الحصول على العلاقة الحميمة لا يعني التوقف عما يعادلها من تصرفات، فليست هناك مشكلة في أن يعطي كل منكما لمسات من الحنان كأن يضم أحدكما الآخر ليشعر الطرف الذي يعاني بشيء من الحنان، أو أن يقبل كل منكما الآخر كمكافأة على أي شيء أو كوسيلة للتوديع وأنت ذاهب للعمل وأنت عائد منه،فهذه اللمسات مثل الشجرة التي تمدك بالظل خلال أيام الحر الشديد.
تحديد طريقك بالحياة لا يعادل أهمية إيجاد طريقة للتفاهم مع شريك حياتك:يحدد الفرد طريقه بالحياة ويستمر به معتقدا أنه قد حقق غايته ونجح في إثبات ذاته، لكن يعترف الكثير وقد أقول الكثيرات كلما اعتقدن أنهن على حق في معظم جوانب حياتهن كلما زاد هذا التباعد وعدم الرضا بينهن وبين أزواجهن.
وعندما يصل الزوجين إلى نقطة الاختلاف لا يصبح هناك شيء يطلق عليه الخطأ وشيء يطلق عليه الصواب.بل هناك طريق واحد يجب الاتفاق عليه بين الزوجين أي أن الشخص لا يمكن أن يكون أبيض أو أسود طوال الوقت بل يجب أن يتخذ اللون الرمادي حتى يكون هناك تفاهما وتناغما بالحياة.
فكلما استطعت تقدير زوجك ومعرفة شخصيته وأحببتها كما هي، كلما احترمت موقعه وأفكاره، وهذا لا يعني أن أتفق معه طوال الوقت، لكن القيمة هي القدرة على خلق نوع من التوازن الذي يرضي كلا منا.
وبدلا من السعي إلى إظهار أخطائه، يمكن لكل منا التعبير عن هذا الخطأ بأن يقول أحدنا للآخر: "أنا أفهم قصدك" أو "لم آخذ هذه النقطة في اعتباري"، فعندما تستطيع أن تفهم وجهة نظره تعطيه فرصة على تفهم وجهة نظرك أيضا.
العراك أساس الحياة الزوجية السعيدة:العراك أساس الحياة السعيدة، ربما تبدو هذه الجملة غريبة ومتناقضة بعض الشيء عندما تقرأها بنظرة سطحية، لكن حاول أن تتعمق أكثر وتنظر لها من الجانب الإيجابي.
هيا بنا نفسر تلك النقطة: الحياة الزوجية مثل البحر الذي يحوي بداخله الخير الذي يمد البشرية بمنافع كثيرة، كذلك يحتوي على الشر الذي ربما يسبب الموت والتسمم.
ولكي نفرق بين هذا وذاك، ولتنقية هذا البحر من كل ما قد يلوثه لا بد من خروج تلك الملوثات على السطح حتى تظهر ويمكن رؤيتها.
فالعراك هو الطريقة التي تخرج سلبيات كل من الزوج والزوجة وطريقة من طرق النقاش التي تخلق أملا في التوصل لحل.
تكتشف أنك بدلا من تغيير زوجك أنت الذي تتغير:نرى في كثير من الأحيان صعوبة التوصل إلى طريق وسط وحل للاختلافات المتعددة بين الزوج والزوجة سواء كانت اختلافات شخصية أم سلوكية.
ومن هنا يحدث تغير للطرف الأضعف، فمثلا قد تكون الزوجة من الكارهين لنادي رياضي بينما ترى زوجها مدمنا له، وحبه له أكثر من حبه لزوجته نفسها.
و تنشأ بينهما المشكلات عند التحدث عنه، فماذا تفعل الزوجة الضعيفة غير أن تعصر على هذا النادي ليمونة حتى تتقبله وتشجعه مثل زوجها، أو ربما يكون الزوج غير محب لبعض الأطعمة بالرغم من عشق زوجته لها فهي دائما تجبره على تناولها، فهل يخلق عراكا يوميا أم بدلا من ذلك يستسلم ويتناول ما تقدمه له دون حديث.هذا مثل بسيط لكن هناك العديد من الأشياء التي تسبب تغير أحد الطرفين ليتناسب مع الطرف الآخر وهذا يفقد الطرف الذي تغير شخصيته وهويته الحقيقية.
الشعور بالخوف منه بدلا من أن يشعرك بالأمان:الأمان من أهم الأهداف التي يسعى إليها من يتزوج، وخاصة المرأة فهي تبحث عمن يكون بجانبها في أصعب المواقف ويبعد عن عقلها المخاوف. لكن لسوء الحظ يتحول مصدر الأمان إلى أكبر مصدر لكثير من المخاوف التي قد تسيطر على عقل الزوجة وتحول حياتها لجحيم.
وذلك لعدم تحلي أزواج هذا الجيل بالتدين والإخلاص، فهم أصبحوا أشخاصا تقودهم شهواتهم ويصاحبهم شيطانهم.